خالد محمد جزماتي:
من الزعماء السوريين أنطون خليل سعادة الذي وُلد في الشوير بلبنان في 1 اّذار 1904، وقضى نحبه باعدامه رميا بالرصاص بعد مؤامرة خسيسة عليه وذلك يوم 8 تموز 1949، بعد أن سلمه الزعيم حسني الزعيم الذي لجأ اليه من لبنان ورئيسها بشارة الخوري، ورئيس وزرائه رياض الصلح.
ولقد أسس أنطون سعاده الحزب السوري القومي سنة 1932، وانتسب اليه الكثيرون من لبنان وسورية وفلسطين، ولا أريد الدخول في تفاصيل التأسيس والنشاط السياسي، ولكن طرحه كان واضحا لا لبس سياسي فيه، وقبل التأسيس كان مثل أبيه وغالبية المثقفين في زمانه قد انتسبوا الى الماسونية ومحافلها، ولكنه انسحب منها ومعه أبيه سنة 1926..
أُعتقل الزعيم أنطون سعادة لأول مرة سنة 1935، وفي السجن بدأ بكتابة مؤلفه الشهير "نشوء الأمم" وأتمه في اعتقاله الثاني سنة 1936، وتمت طباعته سنة 1938.. ولقد اتخذ شعار حزبه ما يسمى "الزوبعة" ويحسبها الكثير شبيهة بالشعار النازي، ولكنها بالأصل من أصول الفن السوري العموري القديم..
ومن الحوادث الملفته للنظر ما جرى من تصادم بين حزب "الوحدة اللبنانية" وحزب "الكتائب" من جهة، وبين "الكشاف المسلم" و "النجادة" من جهة أخرى بتاريخ 16 تشرين القاني سنة 1936، ومن أجل احتواء الفتنة، أمر أنطون سعادة بذهاب مجموعتين من حزبه الأولى بقيادة المسيحي "جورج عبد المسيح" ذهبت الى منطقة "البسطة" المسلمة، والثانية بقيادة المسلم "مأمون اياس" ذهب الى الأشرفية المسيحية، وبدؤوا نشاطهم ونجحوا في وقف الصدام وتخفيف الاحتقان الطائفي.
لا أريد الاسترسال كثيرا في كتابة بعض المعلومات عن الحزب القومي السوري وزعيمه ومؤسسه، ولكن غايتي هي القول بأن هذا الحزب كان عصيا على اختراق مختلف المخابرات العالمية بوجود زعيمه، ولكن بعد الغدر به واعدامه، كانت هناك تداعيات خطيرة لهذا الاغتيال، منها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح في الأردن.
والأخطر من كل التداعيات حسب رأيي الشخصي هو اختراق بعض قيادات الحزب السوري القومي، والذي أدى الى اغتيال العقيد عدنان المالكي، والتي كانت تداعياته خطيرة جدا ، سببت شرخا لم يندمل بين الحزب والأحزاب الوطنية الأخرى في الوطن العربي كله.