سعاد سليمان - فينكس- طرطوس:
أمام أحد فروع الشركة السورية للتجارة بطرطوس يجتمع الناس بانتظار دورهم في توزيع المقنن في حياتنا الجديدة!
قسموا أنفسهم لدورين.. دور للرجال وآخر للنساء.. هكذا قالوا! و تجلس بعض النسوة على الرصيف بانتظار بلوغهن الهدف, ووصول الدور الموعود.
تقول إحداهن بغضب أنها هنا على هذا الرصيف منذ الثامنة صباحا، وكانت الساعة الواحدة بعد الظهر! وأنه حين وصل الخبز.. تم إغلاق الباب الرئيسي للمؤسسة أكثر من نصف ساعة بوجه الجمهور المشاغب الذي عوقب بتوزيع ربطة خبز واحدة لكل بطاقة "ذكية"، وذكية لا تنسوا أن توضع بين قوسين..
وتسأل المرأة المتعبة: أهو عقاب؟ أم أنه تم توزيع ربطات الخبز فيما بين الموظفين, وأحبابهم, وأصحابهم.. وتم توزيع الباقي لوجه الله على الواقفين المنتظرين, ولكل منتظر ربطة.. تكفيه أو لا تكفيه.. هذه مسألة لا تهم أحدا إلا الجائعين!
واستمر الانتظار.. فالزيت وصل أيضاً..
هكذا تابعت السيدة التي تألمت من الوقوف فجلست على الأرض بين الجالسات.. وهي تحفظ موقعها في الدور, وبدقة.. تقول:
دوري بعد العشرة الأوائل في دور النسا!!
وأكدت أنها لن ترحل قبل أن تحصل على مخصصاتها..
قالت بثقة, وهي تشير بسبابتها في الفضاء المزدحم حولها.
- في زيارة لأحد فروع السورية للتجارة, وفي استطلاع لأسعار المواد تبين أن أسعار المواد كأسعار السوق.. لا فرق بين هنا وهناك إلا القليل جدا إذا وجد.. الفرق الوحيد تسمية هنا "حماية المستهلك" والشعور للخديعة أو الخيانة..
والمثال: قطعة صابون غار صغيرة كانت تباع بأربعمائة ليرة.. اختفت عن الرفوف الكميات المتوفرة فجأة.. وبعد أيام عادت تتربع على عرشها وبسعر 1150 للقطعة الواحدة..
- خلال جولة في المحلات كان سعر قطعة الصابون المماثلة وباسم آخر طبعا 1100-
- إذا كانت الأسعار موحدة, أو متشابهة فلماذا "حماية المستهلك" هي دعاية أم دعاية وإعلان؟ - وإذا كانت البطاقة الذكية سببا لتجميع الناس أمام منافذ البيع فإن الكورونا سبب للتفرقة..
- احتار المواطن في أمره؟!
- ماذا يفعل؟!
- هل يقف بين الجموع ليحصل على ربطة خبز واحدة, ثم يقف مرة أخرى وينتظر دوره على عسل الزلوع عفواً
– الزيت النباتي – الواصل بفرح عارم, وثقة عظيمة! 
- أم يهرب من التجمعات خوفاً على روحه؟!
- أمام بائع المناقيش.. كان رجل يأكل بنهم قطعة بيتزا.. والحق كانت الرائحة المنتشرة في المكان شهية – والحمد لله أننا ما نزال نشم!
وقد مرت امرأة وطفلها في المكان وأنا أمر.. بكى الطفل وصرخ وهو يوجه الرجاء إلى أمه: والله.. أنا جوعان! وأعاد الجملة مرات..
- لم تصدق الأم ما قاله طفلها ومضت, وهي صامدة كقلعة في وجه طفلها الكاذب!
- أسعار الملابس في واجهات المحلات تجعلك تظن لوهلة أنك تعيش خارج المكان, وربما في بلاد واق الواق.. وأن ما تراه العين خيال..
وكمثال.. الجاكيت الرجالي ب93 ألف ل.س فقط, والقميص 38 ألف, البنطال بثمانين ألف وخمسمائة ..لكن الحزام – القشاط – رخيص فقط ب35 ألف..
- مثال نقدمه, ونذكَر أن راتب الموظف – حامل الشهادة الجامعية ما يزال 35 ألف, وأنه ينتظر إضافة المنحة على راتبه ليفرح.