«بلا جسدٍ».. لا تعني بلا خطيئة
و لا تعني الغياب
هي فرصة لمتابعة الجسد بلا مرايا.
«بلا جسدٍ».. لا تعني بلا ظلٍّ
ظلَّي.. كل الأطياف التي سكنتني.
الأفكار المكبوتة، و الأحلام المجنونة..
و بعض الفرح و الشقاء، و كل الأصدقاء.
ظلَّي الذي ملأني بالرضا
حين شاغلتُ به البنات زمناً
و أقمت معه آخر قداسٍ لقبلةٍ مسروقة.
ظلِّي.. الذي بقي مخلصاً لي
لم يتركني.. لم يتبع غيري.
لم يسمح لي أن أحيا حياةً عاديةً.. أعني:
السير في الشوارع، الوقوف أمام واجهات المحلات، الوقوف على ناصية الحارة لمراقبة الفتيات..
أدخن، أو أذهب إلى الحديقة..
ظلِّي كان بلاداً ألجأ إليها
ألبسه و يلبسني.
يتمدد، و يطول، أو يقصر، حسب موقعي من الشمس
لا حسب موقع الشمس مني.
ظلِّي الذي لم يغرق في البحر. و لم يسمح للتيار أن يجرفني..
بقي فوق الماء..
كان يترجَّل في البحر وحيداً.. يتركني بأمانٍ فوق الرمل
كان امتداد المكان، و ربما تكثيف الزمان.
و أحياناً كان المعنى دون اعتذار.. و من غير كلام.
أيها الظلُّ..
ما أجملك.. و أوجعك
شوقٌ ببعدي.. و معك
كم أنا وحيد من غيرك..
ما أجهلك.
ملاحظة: الصورة الثانية من مسرحية (عطر.. سيمفونية الموت).